اتبعي قلبك
استيقظ على طرقات الباب
ماذا ! هل نمت ؟! يا إلهي لقد نمت فعلا
أرفع ناظري إلى ساعة الحائط
الخامسة بعد الزوال !!! أووه ، نمت ما يقارب السبع ساعات
أقفز من على سريري و أقف أمام المرآه
و جهي مثير للشفقة و خصلات شعري متناثرة في كل اتجاه
أفرك وجهي بشدة لأزيل هذا الوجه التعس الحزين
و ألملم شعري كيفما اتفق، و أجيب على طارق الباب ( تفضل ) تدخل (سانيا) و في يديها صينية الغداء
ألمح عينيها الصادقتين كصفحتي كتاب يروي حكاية قلق و وجع
تضع الصينية على الطاولة و تهم بالخروج ، إلا أنها وقفت عند الباب
و عادت أدراجها و ضمتني هامسة في أذني (كل شي سيكون على ما يرام ، اتبعي قلبك ) كدت أنفجر ضاحكة
و أصرخ صرخاتي المجنونة المعتادة ( هيـــه نحن لسنا في فيلم من بطولة فاتن حمامة حتى تقولي إتبعي قلبك ) ء
لكني فضلت الصمت على الغباء الذي سأتلفظ به
ظلت (سانيا) ضامة لي ، تمسح شعري كطفلة صغيرة و تقبل رأسي كأم خبيرة ، تحاول أن تبعث فيني الأمن و الاطمئنان
ماذا ! هل نمت ؟! يا إلهي لقد نمت فعلا
أرفع ناظري إلى ساعة الحائط
الخامسة بعد الزوال !!! أووه ، نمت ما يقارب السبع ساعات
أقفز من على سريري و أقف أمام المرآه
و جهي مثير للشفقة و خصلات شعري متناثرة في كل اتجاه
أفرك وجهي بشدة لأزيل هذا الوجه التعس الحزين
و ألملم شعري كيفما اتفق، و أجيب على طارق الباب ( تفضل ) تدخل (سانيا) و في يديها صينية الغداء
ألمح عينيها الصادقتين كصفحتي كتاب يروي حكاية قلق و وجع
تضع الصينية على الطاولة و تهم بالخروج ، إلا أنها وقفت عند الباب
و عادت أدراجها و ضمتني هامسة في أذني (كل شي سيكون على ما يرام ، اتبعي قلبك ) كدت أنفجر ضاحكة
و أصرخ صرخاتي المجنونة المعتادة ( هيـــه نحن لسنا في فيلم من بطولة فاتن حمامة حتى تقولي إتبعي قلبك ) ء
لكني فضلت الصمت على الغباء الذي سأتلفظ به
ظلت (سانيا) ضامة لي ، تمسح شعري كطفلة صغيرة و تقبل رأسي كأم خبيرة ، تحاول أن تبعث فيني الأمن و الاطمئنان
جميل أن يملك الإنسان والدتين ، والدة تأمرة و والدة يأمرها
و بعد أن هدأت نفسي قليلا ، و اطمأنت (سانيا ) إلى حالي
خرجت وقد شعرت أنها أدت الواجب
*************************************
مكثت وحيدة في غرفتي لساعات أرقب الطعام و لا أقربه
الأفكار تأرجحني و القرارات تتقاذفني
القرار الأول يُصّـرح ( لم لا ؟ شاب ممتاز و له مستقبل ، فما المانع ؟ ) فيقفز الرأي المناقض ( لا تكوني حمقاء ، مازلت صغيرة السن ، استمتعي في حياتك ، مالك و مال الزوج و العيال و المسؤوليات ؟ ) فيحتج القرار الأول ( أنت ناضجة بما فيه الكفاية و فاهمة و عاقلة ، ثم إنها حياة جديدة و حلوة ) و بين عراك القرار الأول مع الثاني
أنهض هاربة إلى سماعة الهاتف
أتصل على الهاتف النقال الخاص بـ(جوري ) إبنة عمي و صديقتي في الوقت ذاته
كان مغلقاً ، فاتصلت على منزلها و مررت برحلة بغيضة لتحويل المكالمة ، أوصلوني بغرفة السائق ، ثم أخيها ، ثم غرفة أختها ، ثم للمطبخ ، و بعدها لغرفة عمي الذي تفضل و منّ علي بتحويل المكالمة بطريقة سليمة إلى غرفتها
و ما إن و صلني صوتها حتى صحت( إن كان أهلك لا يجيدون التقنيات ، لا تضعوها في منزلكم ، ثم لم هاتفك مغلق ؟ ها !! ) صدمها صياحي ، خصوصاً تعليقي على أهلها فصرخت بدورها ( لا تصرخي في أذني ، لم أطلب منك الاتصال حتى تتبجحي بمثل هذه الألفاظ ، ما خطبك ؟ ) تثيرني كلماتها فاكمل صياحي ( ما خطبي! حسناً سأخبرك ما خطبي ، أنا أنتظر منذ ربع ساعة على الهاتف فقط لتحويل المكالمة للآنسة جوري ) ء
خرجت وقد شعرت أنها أدت الواجب
*************************************
مكثت وحيدة في غرفتي لساعات أرقب الطعام و لا أقربه
الأفكار تأرجحني و القرارات تتقاذفني
القرار الأول يُصّـرح ( لم لا ؟ شاب ممتاز و له مستقبل ، فما المانع ؟ ) فيقفز الرأي المناقض ( لا تكوني حمقاء ، مازلت صغيرة السن ، استمتعي في حياتك ، مالك و مال الزوج و العيال و المسؤوليات ؟ ) فيحتج القرار الأول ( أنت ناضجة بما فيه الكفاية و فاهمة و عاقلة ، ثم إنها حياة جديدة و حلوة ) و بين عراك القرار الأول مع الثاني
أنهض هاربة إلى سماعة الهاتف
أتصل على الهاتف النقال الخاص بـ(جوري ) إبنة عمي و صديقتي في الوقت ذاته
كان مغلقاً ، فاتصلت على منزلها و مررت برحلة بغيضة لتحويل المكالمة ، أوصلوني بغرفة السائق ، ثم أخيها ، ثم غرفة أختها ، ثم للمطبخ ، و بعدها لغرفة عمي الذي تفضل و منّ علي بتحويل المكالمة بطريقة سليمة إلى غرفتها
و ما إن و صلني صوتها حتى صحت( إن كان أهلك لا يجيدون التقنيات ، لا تضعوها في منزلكم ، ثم لم هاتفك مغلق ؟ ها !! ) صدمها صياحي ، خصوصاً تعليقي على أهلها فصرخت بدورها ( لا تصرخي في أذني ، لم أطلب منك الاتصال حتى تتبجحي بمثل هذه الألفاظ ، ما خطبك ؟ ) تثيرني كلماتها فاكمل صياحي ( ما خطبي! حسناً سأخبرك ما خطبي ، أنا أنتظر منذ ربع ساعة على الهاتف فقط لتحويل المكالمة للآنسة جوري ) ء
ازداد صراخها حده ( و ما ذنبي أنا ! لا تكوني حمقاء فتجعليني شماعة لأخطاء الآخرين )عند هذه الجملة ، انتهى ما لدي من تجلّد فأجهشت بالبكاء ، لمحة صمت لتستوعب أني بالفعل أبكي ، قالت و صوتها يشوبه القلق و التوتر ( مها حبيبتي ، ما بك ؟ ) فحكيت لها الحكاية و أنا أحاول شد حبالي الصوتية في محاولات خرقاء لجعل كلاماتي مفهومة
صعب جدا أن يعبر الانسان بطريقتين ، إما أن يبكي أو يتكلم ، لكن التعبير بالطريقتين معاً لن يكون بالأسلوب الجيدا
قالت لي بعد أن انتهيت ( لم لا ؟ ) همست بعد استنفذ البكاء كل طاقتي ( لا أدري بالضبط ، و لكن فكري معي عمري 17 عام فقط ) قالت مستنكرة ( 17 عام ! يا فتاة الشهور تمضي أنت في الـ18 الآن ، و هو سن مناسب جدا للزواج )ء
كنت أفضّل أن تقول لي < يا بلهاء مازلت صغيرة > ء
أو < أنت غير محتاجة لهذا حالياً > أو أي جملة تسكت ذاك الخافق الراغب بداخلي
كانت ( جوري) توافق و بشدة مسألة الزواج هذه ، و لست أفهم حتى الآن سبب حماسها المبالغ في اقناعي ، لكن في نهاية المكالمة نصحتني ( مهما ، أثق بقرارتك لكن توقفي عن اسخدام عقلك في تقييم كل الأمور ، اسمعي صداك من الداخل ، اتبعي قلبك ) ء
!!!أتبع قلبي
!!! و كأنني سمعت هذه النصيحة من قبل
***********
***********
***********
!!!أتبع قلبي
!!! و كأنني سمعت هذه النصيحة من قبل
***********
***********
***********
مرت ثلاث أيام على يوم النبأ ذاك ، عرفت من خلالها كل شيء عن ( بدر ) ء
و كلما عرفت عنه أكثر إزداد إعجابي به ، لم أره إلا في الصور
و كلما عرفت عنه أكثر إزداد إعجابي به ، لم أره إلا في الصور
عيناه عسليتان تشعان ذكاءا و طيبة
طويل قليلاً ليس بالسمين ولا الهزيل لكنه للنحافة أقرب
شعره أسود فاحم و بشرته صبغتها شمس الكويت الحارقة بالسمرة
له وجه عادي جداً ، لكنه مريح ، ابتسامته بالصور تنبع من قلبه ، و ليست تمثيلاً أمام الكاميرا
حظ ساحق أن يأتي لطرق بابي
لكنه يدرس في الخارج ، و سيظل طالباً هناك لعدة سنوات
و أنا لا أريد السفر و الغربة
و لست أرغب في ترك أرضي وأهلي و أصحابي
و لست أرغب في ترك أرضي وأهلي و أصحابي
أريد أن يكون مستقبلي مع حاضري و ماضيي
***********
***********
في نهاية اليوم الثالث ز بعد تفكير عميق
طرقت باب غرفة والدتي و انتظرت قليلا حتى سمعت كلمة ( تفضل ) كانت والدتي جالسة بوقار على حافة السرير
***********
***********
في نهاية اليوم الثالث ز بعد تفكير عميق
طرقت باب غرفة والدتي و انتظرت قليلا حتى سمعت كلمة ( تفضل ) كانت والدتي جالسة بوقار على حافة السرير
تخيط أزرار ثوب أبي ، نظرت إليها ففهمتْ فورا أني أرغب في الحديث عن الأمر
تركت ما كانت تخيطه و طلبت مني الجلوس بجانبها
فقعدت خرساء لا أنطق بكلمة ، فشدت على يدي مشجعة
و بصعوبة تهدج صوتي ( لا أريد السفر معه للخارج ) ء
فردت متفهمة ( فقط هذا ما لا ترغبين به ؟ ) فهززت رأسي أن نعم
أمسكت كلتا يدي ونظرت إلى عيني مباشرة و قالت ( هل توافقين لو أنك ارتبطت به ، ثم أكملتم مراسيم الزواج بعد عودته بالشهادة ؟ ) ء
تركت ما كانت تخيطه و طلبت مني الجلوس بجانبها
فقعدت خرساء لا أنطق بكلمة ، فشدت على يدي مشجعة
و بصعوبة تهدج صوتي ( لا أريد السفر معه للخارج ) ء
فردت متفهمة ( فقط هذا ما لا ترغبين به ؟ ) فهززت رأسي أن نعم
أمسكت كلتا يدي ونظرت إلى عيني مباشرة و قالت ( هل توافقين لو أنك ارتبطت به ، ثم أكملتم مراسيم الزواج بعد عودته بالشهادة ؟ ) ء
هل أتعرق خجلاً ؟
و هل حقاً أخلّص يدي من يدي أمي ؟
و هل أنا أركض إلى غرفتي ؟
***************
إني بالفعل أقوم بكل هذا
***************