Monday, January 10, 2005

هكذا أتى إلى عالمي

ما بين البداية و المقدمة فاصل قصير يقول
**********************************
السُذج وحدهم هم الذين يصدقون ما يقال على الانترنت
و لا أنكر أني كنت أحد هؤلاء الساذجين
**********************************
تكملة الفاصل / لكن هناك الكثير و العديد من الصادقين ، و أنا منهم ، ربما للأسـف
لكن و بهذا البلوج بالذات ، سأمارس بعض الخيال لألصقة بالواقع
بعض!! لا، لا
بل الكثير ، لا أطالبكم بالتصديق ، أو التصفيق ، لكن أطلب إحترامي على الأقل
أ هذا الاعتراف دليل صدقي؟ ما علينا
**********************************
( هل سمعتم بالواقعية الخالية )
كل شيء ممكن على كل حال
*********************************
*********************************
بداية
*********************************
*********************************
استقيظت اليوم صباحاً على صوت قطرات المطر
!!مطر
قفزت من الفراش قفزة تنم عن شخصية بهلوانية مهرجة من الدرجة الأولى
و ألصقت وجهي بالنافذة الباردة أرقب المناظرة المتكسرة إثر قطرات المطر التي على الزجاج
بيني وبين الشارع لوح زجاجي ، ثم عواميد حديدية وضعت للحماية ، و بعدها جدار ضخم
بالمختصر المناظر التي كنت أرقبها كانت عبارة عن جزء بسيط من السماء الملبدة بالغيوم
أتمتم في نفسي
( يال السخـف )
أسير بخطى محملة بخيبات الأمل نحو الصالة ، أمي تشاهد برنامج ( أوبرا ) ، و أخي(زيد) يمسك كتابة تأهباً للامتحان
أما أنا ، فذهبت للطاولة لأصب لنفسي بعض الحليب ، و أغمس البسكويت فيه لأدسه في فمي بصمت مطبق
حركة آلية متتابعة ، أخرج البسكويت من العلبة ، أغمسها في الحليب ، أدسها في فمي ، لأبتلعها فوراً
تلتفت إليّ والدتي قائلة باستغراب ( ألن تذهبي للجامعة ؟ ) أجبتها و فمي مازال يبتلع البسكويت
( لا، أنهيت امتحاناتي )
أنهيت فطوري ، و عدت إلي غرفتي بهدوء لأقرأ رواية ( الفضيلة) للمنفلوطي
و بعد ساعة تقريباً
صار البيت خالياً ، إلا مني و من (سانيا) و والدتي
و في صومعتي ، اسمع طرقات على الباب
أجيب و أنا منهمكة بين السطور ( تفضـل) فتدخل والدتي بهدوء
و تبتسم لي ابتسامتها الرقيقة تلك ، و تجلس بجواري على السرير
الخواطر تدور في رأسي ، والدتي لا تزورني في غرفتي بهذا النحو إلا لخبر صاعق
أغلق الكتاب ، و أعدل من وضعيّة جسدي
فتبدأ حديثها ( ممم ، ماذا تقرئين ؟) ، سؤال لفضّ التوتر بالتأكيد ، لا بأس سأجيب
قلت لها بعد أن وقفت لأنفضّ بدوري توتري
( رواية للمنفلوطي ، جميلة جداً، صفحات قليلة و أنهيها )
يبدوا أنها لم تكن تسمعني ، فعينيها كانتا شاردتين ، لا بأس ،يبدوا أن الأمر صعبٌ عليها
قالت بعد صمت قليل
(أنتِ بنتي الكبرى ، و مكانتك غالية ، لذا لن أخفي عليك شيئا يتعلق بك أو بمستقبلك ، اليوم أتى شاب لخطبتك
اسمه بدر ، محترم من عائلة محترمة و يدرس في بريطانيا ، عمرة23 عاماً ، و أخلاقة و مكانته لا تفوّت)
انعقد لساني ، أصابني الهول ، تجمد عقلي عن التفكير
أكملت حديثها و هي تنهض ( فكري كما بدى لك ، و أعلميني متى شئت هذا الأسبوع ) وخرجت و أغلقت الباب خلفها
بعد لحظة من التسمر في مكاني كتمثال حجري متقن الصنع
ارتميت بجسدي كله على السرير فجأة ، و بكيت بشدة
لم أكن حزينة ،و لم أكن سعيدة ، لم يكن عندي أي شعور ، كاللون الرمادي تماما
فقط كنت بحاجة للبكاء ، و لا أظن أن علينا أن نقدم العلل لدموعنا
خاطر كالبالون عملاق يرتفع أمامي
( عمري 17 سنة فقط !! 17 فقط )
*****************************
*****************************
أتريدون أن أكمل ماذا حصل بعدها؟
*****************************
*****************************

4 Comments:

Blogger R said...

كدت أن أسأل بتكرار:
١٧ سنة؟ متأكّدة أنّ عمرك ١٧ سنة؟
كم كتاباً تقرأين كي يخرج أسلوبك بهذا النُضج؟
كم من الوقت تتأمّلين حتّى تخرج نظراتك بهذا العُمق؟
و...
ماذا حصل بعدها؟

1/11/2005 08:55:00 AM  
Blogger maha said...

رامي ، كما سمعت من جوري
أنا في الثامنة عشرة الآن

و هذا الخطأ جاء لأني لا أحتفل بأعياد ميلادي
أفضل أن أنسى يوم ميلادي
على أن أجعله مأتماً لانقضاء سنة أخرى من سنين عمري

أما جواب الأسئلة الأخرى محيّر
قد أستطيع القول أنهما الرئة التي أتنفس من خلالها

و
ترقب ماذا حصل بعدها

1/16/2005 04:40:00 AM  
Blogger AL-3ANAN said...

جميل أن نرى فتاه بعمر الزهور بهذا الوقت تنعزل لقراءة قصة للمنفلوطي
بالرغم من ابتعاد شبابنا عن قراءة الكتب فمابالك بالقراءة لكتاب عظيمين كالمنفلوطي
تحياتي لك عزيزتي
وبالتوفيق :)

1/16/2005 04:42:00 PM  
Blogger maha said...

العنان

هناك الكثير من محبي القراءة

فقط لو أنكم بحثتم بينكم

و شجعتوهم

:)

3/06/2005 02:04:00 AM  

Post a Comment

<< Home