Tuesday, October 04, 2005

لا أدري ما بي

الدنيا مقلوبة رأساً على عقب ، يا إلــــــــــــــــهي تأخرت
أركض في كل الاتجاهات أبحث عن كل شيء ، تأخرت تأخرت تأخرت .. ماذا أفعل
أنبش كومة الملابس الملقاة بإهمال في الزاوية لأخرج منها شال الرأس .. أووه يحتاج لكوي
أصرخ بأعلى صوتي : ( ســــــــــانيـــــــــــــا ، تعالي بسرعة بسرعة بسرعاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه ) ه
تأتي المسكينة لاهثة قائلة بلهجتها المكسرة المحببة إلى نفسي : ( مادا ؟ لمادا تعلمين صراخ كتير ؟ ) ه

أقول لها و أنا أمد لها يدي بكومة من القطع المتآكلة : ( تأخرت ، تأخرت .. بسرعة اكوي حجابي أريده الآن .. حالاً .. في هذه اللحظة ، و اكوي أيضاً هذا القميص بسرعة بسرعة بسرعة ) ه

تأخذ المسكينة القطع التي رميتها عليها و تسرع في كَيـّها ، أعود مرة أخرى للنبش عن بقية الأغراض ، هاتفي النقال ، أين هو ؟ تركته على الطاولة أمس !! لا أجده

أركض في اتجاهات متعاكسة و متضاربة أتعثر بحذاء ملقى في وسط الغرفة
و تصدم رجلي بحافة السرير للمرة العاشرة على ما أظن......... سأجن .. متى أكون فتاة مرتبة كبقية الفتيات متــــــــــــــــى ؟

أنتهي من تجهيز نفسي بزمن قياسي ، أخرج من غرفتي ، أسرع باتجاه غرفة الكي و آخذ الحجاب و القميص من سانيا ، أرتديهما بعجل ثم أركض باتجاه الباب

أجد والداي قد جلسا على الطاولة لتناول فطورهما ، أطبع قبلة على رأسيهما ثم أخرج بسرعة صاروخية من المنزل ، أركب السيارة على عجل ، أتفاجأ بأن السائق حميد غير موجود فيها

أمد جذعي باتجاه المقود و أقوم بالضغط على منبه السيارة بشكل غير حضاري أبداً
فيأتي حميد متلكأ بخطواته ،أصرخ عليه ليسرع ، حتى وصل أخيراً للسيارة أخيراً و جلس أمامي

أصرخ بجنون : ( حميــــــد كم مرة أخبرتك أنه يتوجب عليك انتظاري داخل السيارة ، ألا تجيد عملك ؟ )ه

يرد علي : ( مها . أنت بنت !! .. لا يعمل صراخ )ه

تصدمني كلماته ، أقف للحظات أحاول أن أفهم أن الأخ حميد يوجه إلي انتقاداً
يزداد صراخي اشتعالاً : ( لم أطلب منك أن تدلي علي بآرائك ، قد السيارة بسرعة تأخــــــــــــــــــــــــــــــرت ) ه

و طوال الطريق كنت أصرخ حتى خرجت حنجرتي من بلعومي بسبب برودة و حماقة حميد في القيادة

أصـل أخيراً بعد أن بح صوتي ، أركض في الممرات مسرعة و أقفز الدرجات قفزاً لأصل إلى قاعة رقم 201 ، أدلف القاعة مسرعة داعية الله من صميم قلبي أن يتجاهلني الدكتور
ه( مها , تأخير ، تعالي لو سمحتِ سجلي اسمك في القائمة ) .. يقولها الدكتور بشيء من الانتصار

أتوجه إليه مطرقة الرأس ، و قد خسرت السباق مع الزمن و أكتب اسمي بكل أسى لينير صفحة المتأخرات عن المحاضرة

أقول للدكتور بصوت واهن فيه بحة بسبب الصراخ الذي بدأت صباحي به : ( آسـفة ، لن أعيدها ) ه

يضحك الدكتور بصوت عالٍ : ( صحيح ، سأصدقك ، كل يوم تخبريننا أنك لن تعيدها ) ه

تتعالى الضحكات في الفصل ، فأتقوقع و أسحب نفسي باتجاه المقعد الذي يتوسط ( جوري ) و صديقتنا ( لطيفة ) ، أجلس بهدوء و أخرج أغراضي من الحقيبة ، أضع الكتاب و فوقه دفتر الملاحظات ثم أضع القلم ، لكن القلم يقرر أن يتدحرج من على الكتاب ليسقط على الأرض ، فانحني مادة ذارعي لأصل للقلم ، يختل توازني .. أكاد أسقط لكني أتماسك في اللحظة الأخيرة ، ألتقط القلم و أعيد جذعي لموضعه الأصلي

ألعب في زنبرك القلم ليصدر تكتكة مزعجة .. تلفت إلي جوري و تسحب القلم مني بلطف وعلى وجهها تشع ابتسامة
تكتب بقلمي على دفتر ملاحظاتي : ( متى سافر ؟ ) ه
آخذ منها القلم لأرد عليها: ( منذ مدة ) ه
تكتب : ( ابتسمي ) ه
أرفع رأسي باتجاهها لأتبسم ابتسامة رمادية
تستمر في الكتابة : ( لا تحزني ، سألعب دور مدرب الجاسوسية بدلاً عنه ) ه
يمر في رأسي شريط سريع لأسئلته الغريبة تلك فابتسم ابتسامة رضا
أخذت القلم منها و كتبت : ( لو لعبت أنتِ دور بدر ، من سيلعب دور حبيبتي جوري ؟ أنـتِ انـ ...........ه

ه( مها ، أين ستكون الظلال ؟ ) ه
قطع الدكتور حواري الكتابي مع جوري بهذا السؤال
جفلت ، رفعت رأسي باتجاه اللوحة فوجدته قد رسم مكعباً و يريد مني أن أحدد اتجاه ظل المكعب
أتمتم بتردد : ( يـ يمين ، أو ممممم ربـما هي ... مم ... لعلها في الأسفل ، أو يجدر بها أن تكون فـي .. لا أدري ربمــ ) ه
تهمس ( لطيفة ) : ( أعتقد على اليسار ) ه
يصدر صوت من خلفي : ( بل هي على اليمين ، أكيد على اليمين ) ه

قلت بصوت حاولت أن يكون واثقاً : ( على اليمين ) ه

يهتف الدكتور بصوته الجهوري فيزلزل كياني كله : ( خطأ ، ستكون الظلال على اليسار ، انتبهي للشرح ) ه

تملأني رغبة جامحة في الضحك على ما حصل لكني أكتمها ، ألتفت خلفي لأرى من التي أخبرتني بالإجابة الخاطئة ، و إذ بها ( دلال )ه

ه( دلال ) ابنة خالة ( بدر )ه
!!!!

ابتسمت لها و همست ضاحكة : ( لم أنتبه لوجودك خلفي! ) ه

تبتسم بدورها ابتسامة رقيقة ، فتلفت شفتاها المنتفختان انتباهي
أدقق في ملامحها قليلاً ثم أعود لوضعي الطبيعي لسماع الشرح
يا لها من فتاة ! إنها ساحرة !!شعرها متموج مسترسل إلى أسفل كتفيها ، مصبوغ باللون الذهبي
لون بشرتها البرونزي أعطاها نوع من التميز
أنفها صغير و مدبب يبث فيها الرقة و الثقة في الآن ذاته
تضع عدسات لاصقة في عينيها بلون العسل
باختصار ، دلال فتاة تشع سحراً

ألتفت إلى ( جوري ) على يميني ، فأجدها هي الأخرى فائقة الجمال
شعرها أسود ناعم و قصير ، عينيها الناعسات السوداوات فيهما سحر و غموض بشرتها بيضاء بلون الحليب ، و ملامحها دقيقة كأنها دمية

ربــاه .. ! .. لم تحوطني الحسناوات فيما أبقى أنا متوسطة الجمال !!ه

ألتفت إلى يساري أنظر إلى ( لطيفة ) ، فتهدأ إليها نفسي ، الحمد لله ، على الأقل لـ ( لطيفة ) وجه عادي مثلي

فجأة
أنتبه إلى ما أقوم به من مقارنات ، فأشعر بالسخف

أحاول أن أستمع إلى شرح الدكتور ، لكن يلفت انتباهي خط جوري على دفتر ملاحظاتي خطها دقيق و مرتب بعكس خطي المعوج الذي يصعب تفكيكه
أكتب على هامش الدفتر : ( من راقب الناس مات هماً ) ه
و أبدأ بالتلوين حول الحروف ، حتى انتهت المحاضرة

أسرعت بتجميع أغراضي ، و خرجت من القاعة أنتظر خروج (جوري) و ( لطيفة) أسير بخط مستقيم بجانب السور ، رأسي ممتلئ بالأسئلة
كيف يكون الإنسان منظماً ؟
هل الجمال صفة أساسية في الإنسان ليكون متميزاً ؟
ما الذي أتميز به ؟ هل هناك ميزة أختص بها ، يحبها (بدر) ؟
أأنا عادية ؟ هل حياتي عادية ؟ أوَ كان من الواجب علي أن أسافر معه ؟
أريد البقاء هنا ، كما أريد البقاء معه ، كيف يكون ذلك ؟أمن الأفضل أن لا نعيش معاً ، حتى أكون على قدر المسؤولية ؟
أم من الأفضل أن نبدأ حياتنا معاً في بيت واحد يجمعنا ؟

أتوقف و أسند مرفقي على السور ، أتنهد تنهيدة حارة فيخرج البخار من فمي
مازال الجو بارداً ، لا أدري إن كنت مجنونة أم لا ، لكني فعلاً أشتاق للصيف
على الرغم من ان درجة الحرارة تتجاوز الخمسين صيفاً
إلا أنني أشعر أن الصيف أكثر حباً و حناناً للبشر أما البرد فهو يبعث في نفسي الوحدة و الوحشة
أرفع رأسي نحو السماء
فأرى غيوماً رمادية تختلط بأخرى بيضاء
يبدو انها ستمطر
أنكس رأسي و أتأمل الحديقة الموجودة في الأسفل ، فأرى عصفورين صغيرين يتقافزان على الأرض جنباً إلى جنب ، ينقران ما بين الأعشاب بحثاً عن فتات طعام ، ثم يحلقان معاً بعيداً في السماء

هل أنا أحسد هذين العصفورين ؟
كم أود الحديث مع ( جوري ) في بعض الأمور ، سأدعوها لفنجان قهوة
و في لحظة دوراني للتوجه باتجاه الفصل، أباغت بضربه خفيفة على رأسي ، شلل مؤقت أصابني إثر المفاجأة

أرفع رأسي فأرى (لطيفة) تقف أمامي مباشرة
قالت و هي تكرر ضرب رأسي بسبابتها ضربات خفيفة : ( يا لك من مزعجة ، تنشغلين بأمور لا معنى لها في الفصل و تشغيلنا بالهراء الذي تمارسينه ، مرة تسقطين القلم ، و مرة تعبثين في دفترك ، ثم تقومين بالخربشة على هوامش الأوراق ، ركزي ، ركزي إن أردت النجاح ) ه

ابتسم ابتسامة واسعة لأخفي ما فيّ من هم ، و أهتف بمرح مصطنع: ( سأنجح ، لا تخشي شيئاً أنتِ أمام طموحة ) ه
أسمع صوت ( دلال) يأتي من خلف ( لطيفة ) : ( و ما طموحك مها ؟ ) ه
أطرقت رأسي قليلاً و فكرت، ثم رفعته لأجيب بثقة مع غمزة في عيني للمشاغبة : ( طموحي أن يرضى بدر عن درجاتي ) ه

تبتسم ( دلال ) بزاوية فمها و تقول: ( لا يندرج هذا الأمر ضمن قائمة الطموح )
في هذه اللحظة كانت شمس الشتاء تعكس أشعتها على وجه و شعر دلال ، فصارت تتلألأ و تبرق كأنها قطعة من الذهب الخالص
ربــاه ما أجمل هذه الفتاة

لكن ، لمَ أشعر بكل هذا الكم من المشاعر السلبية عندما أراها
مزيج من البغض و التوتر .... أهي الغيرة ؟ أأغار منها ؟

تمر ( جوري ) أمامنا قائلة بصوتها الرخيم موجهة كلامها لي : ( ألن تأتي معي لشرب القهوة ؟ ) ه

هتفت : ( يا لك من مذهلة كنت أود لو أدعوك لفنجان قهوة ، دائماً تسبقينني )ه
حييت ( دلال ) و ( لطيفة ) ثم أسرعت الخطى لألحق بـ(جوري) ه

خرجنا من الكلية و توجهنا بسيارة (جوري) إلى مقهى هادئ على شاطئ البحر
كنت في السيارة صامتة كحجر
دلفنا بصمت ، فقالت ( جوري ) : ( اختاري زاوية ) ه
ابتسمت ابتسامة باهتة ، و قلت : ( اختاري أنتِ أي طاولة ترغبين بها ) ه

توجهت (جوري) نحو الزاوية الشمالية ، فتبعتها ، و هناك جلسنا صامتتين

من خلال زجاج النافذة كنت أرقب البحر تاركة لخيالاتي المجال للغوص و الغور في أعماق البحر
تقطع (جوري) سرحاني : ( إذن ، هو الحزن الجميل ؟ ) ه
رفعت رأسي و دققت في ملامحها الدقيقة لثوان ، ثم سألتها : ( حزن جميل ؟ ماذا تقصدين بهذا المصطلح الغريب ؟ ) ه
قالت بطريقة ودودة : ( انظري إلى وجهك في المرآة و ستدركين ما أقول ، عينيك سارحتين ، تسيرين و كأنك في حلم ، لك وجه حزين ، تبتسمين حينما تتذكرين موقف جميل ، و تعبسين حينما تتذكرين موقف مزعج ، أفهمتِ شيئاً مما قلت ؟ ) ه
أجبت و أنا أنادي النادل بإشارة من يدي : ( لا ، إن أردتِ الصدق) ه

قالت بصوت واثق : ( إلى متى ؟ )ه
أجبت بصوت مفعم بالملل : ( لا تتكلمي رجاءاً بطريقة غريبة ، لا أفهم مغزى سؤالك؟ ) ه
مدت جذعها باتجاهي و قالت بهامسة : ( كلانا يفهم الآخر حتى و لو لم ننطق حرف واحد، تدركين سؤالي ، لكنك تتهربين) ه

أعرف أنني مملة هذه الأيام ، كثيرة الصمت ، قليلة الحركة ، حزن و سعادة يمتزجان بشكل غريب بداخلي ، أعلم تماماً أن هذا الوضع سيء ، لكن ، ما الحيلة ؟

أتى النادل بحلته السوداء ، مع ربطة عنقه الغريبة
فقلت له : ( قهوتان ، لو سمحت ) ه
سجل الطلب على عجل في ورقة ، ثم رحل

نظرت إلى جوري نظرة عميقة ، لعلها حزينة ، أو ربما نظرة الحزن الجميل الذي وصفته قبل ثوان !
ثم قلت بوهن : ( أتعلمين ( جوري ) ، لا أدري ما الذي يحصل لي ؟ لا أفهم شيئاً ، أشعر بأنني تائهة في دهاليز لا تنتهي ، عقلي مفعم بالأفكار الغريبة ، نفسي ممتلئة بالأثقال ، حياتي ملطخة بألوانٍ متناقضة ، مكونة لوحة لا أفهمها أبداً ، برز (بدر) في حياتي كغريب ، ثم كخطيب ، ثم كزوج ، ثم كحبيب غائب ، أتعرفين كم هو مؤلم أن تفترقي عن شخص أحببته من صميم قلبك ؟ لا أفهم أسرار الحب و ألاعيبه ، لا أفهم الاختلاط الرهيب في مشاعري ، لا أدري كيف أصفه ، لكني أؤكد لك شيئاً واحداً ، أنا أتألم ) ه

تمر لحظة صمت ، أطرق رأسي ، تغرورق عيناي بالدموع ، أحاول كتم حزني لكن تفر دمعتين مني ، فأكمل : ( وحيــدة ، شعور بالوحدة يخنقني ،حياتي صارت رتيبة و مملة ، تكسو البرودة نفسي و كل جسدي ، الناس من حولي يحطون بي و لا أشعر بقربهم ، ربما أستطيع القول أشعر بعدم الانتماء ، لا أدري ، فراغ كبير ، و ملل عظيم أحاول تحطيمه ببعض العلاقات الاجتماعية ، لكن في نهاية الأمر ، لا أجد أن الوضع يستقيم ، الشعور بالوحدة و الغربة يظل كامناً في صدري ، كنت أشعر بكل هذا قبل أن أعرف ( بدر ) ، و بعد أن عرفته زالت كل تلك المشاعر لتستبدل بأحاسيس أخرى جميلة و ممتعة ، شعرت معه بأنني مميزة و مهمة ، لأول مرة أشعر بأنني شيء لا يمكن الاستغناء عنه ، لكنه رحل و ترك خلفه فجوة لا يمكن سدها ، الفراغ الذي كنت أعانيه صار أكبر ، الوحدة صارت أكثر ، بل زيادة على هذا ، صار في حياتي بعض الناس الذين يكنون لي الكره من دون سبب !! )ه

رفعت رأسي و مسحت عيني و قلت ضاحكة و قد تملكني شعور بالسخف : ( أنا أضخم الأمور، كم أنا بلهاء ) ه

ابتسمت جوري وقالت مشجعة : ( لا تستهزئي بمشاعرك أبداً ) ه

قاطعنا النادل بحضوره ، و ضع كوبي القهوة أمامنا بطريقة غريبة كغرابة ربطة عنقه
ثم رحل
قالت ( جوري) : ( و من هؤلاء الذين يكنون لك الكره ؟ ) ه
أجبت : ( أنتِ تعرفين ، خالة بدر و ابنتها ( دلال ) ، أعترف .. أنا أغار من جمال دلال و أنوثتها ، أغار من معرفتها تفاصيل حياة (بدر) ، أغار من نظرتها إليه ، لكن و مع هذا ، لا أكن لها الكره ، و أعاملها بالتي هي أحسن ) ه

فتحت جوري كيس السكر و صبته في كوبي و قالت : ( لا تهتمي ، لا يوجد إنسان يحبه جميع الناس ، كل منا له أعداء و حساد ، لكن الذكاء يكمن في طريقة التعامل معهم ) ه

فتحت كيس آخر و صبته في كوبها و أكملت : ( لا تخشي شيئاً جميعنا معك ، و أنت مميزة في حياة كل منا ، أنا عن نفسي ، لا أستطيع العيش من دون أن يكون في حياتي فتاة تدعى ( مها ) تفسد أموري كلها ) ه
تتسلل في نفسي بعض الراحة فأرتشف رشفة من قهوتي

ألتفت ناحية الزجاج من جديد ، فأجد أن السماء بدأت تمطر قلت لها بصوت ممتلئ بالفرح و الحبور : ( إنــــها تمــطــــر ) ه
تلتفت ( جوري ) اتجاه النافذة
و بعد لحظات من الصمت همست (جوري ) و قد سرحت بخيالها : ( أتعرفين أي حزن يبعث المطر ؟ ) ه
ألتفت إليها لأفهم أي حزن يبعثه المطر ! فوجدتها تتأمل هطول المطر
أيبعث المطر الحزن ؟ غريب !! أجده يبعث الفرح و الخير و البركة
يزداد هطول المطر فجأة ، فتقف ( جوري ) قائلة بصوت خفيض :(من الأفضل أن نعود ) ه

تخرج من محفظتها بعض الأوراق النقدية و تتركها على الطاولة
فوقفت بدوري و حملت أغراضي و توجهنا معاً للسيارة

و في طريق العودة للجامعة ، أطلب منها إيصالي للمنزل فتقول : ( لديك محاضرة بعد ساعة ، ألن تحضريها ؟ ) ه
أجبت : ( لا رغبة عندي لسماع أي نوع من المحاضرات ) ه
تشد على كلمتها : ( مها ، لا تكوني ضعيفة ، لا يليق بفتاة حيوية مثلك أن يدون في سجلها لحظات الضعف و الاستسلام .....كوني قوية ، لأجلي مها .. كوني قوية ! ) ه
أبتسم بوهن و أتمتم : ( سأحاول ) ه

********************************
في المنزل أفتح كتاب ( لا تحزن ) و أبدأ قراءة بعض الفقرات التي وضعت بجانبها علامة لأعيد قراءتها كلما شعرت بالهم

" لا تحزن : لأن الحزن ينقبض له القلب ، و يعبس له الوجه ، و تنطفئ منه الروح ، و يتلاشى معه الأمل
لا تحزن : لأن الحزن يسر العدو ، و يغيض الصديق ، و يشمت بك الحاسد ، و يغير عليك الحقائق
لا تحزن : لأن الحزن لا يرد مفقوداً و ذاهبا ، و لا يبعث ميتا ، و لا يرد قدرا ، و لا يجلب نفعا "

سأحاول أن أكون سعيدة ، سأحاول أن أتصرف بنضج أكبر ، سأحاول أن أفهم أو على الأقل أتفهم ما يدور حولي

سأحاول .. هذا وعــد

Monday, October 03, 2005

مدونة: مبارك عليكم الشهر

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته


كيف حالكم أيها الأحبة ؟

مبارك عليكم الشهر ، و كل عام و أنتم بخير


قد أتيت اليوم أواري وجهي بكفيّ خجلاً

لا أجرؤ على الإعتذار
فقد غبت سابقاً و أتيت متعذرة
ثم خذلتكم و اختفيت

لكن .. متأكدة ، بل واثقة ، من أن قلوبكم الواسعة تتسع لي كلما عدت
:)

أشكر كل من أرسل رسالة ، رسائلكم تعني لي الكثير و كل حرف فيها كنز بالنسبة لي

جميعكم ، شكراً لكم ، فأنتم سبب وجودي هنا

و أعدكم ، ستجدون بعد أيام قليلة ملصق جديد أستكمل فيه ما بدأت
و ما يليه من مصلقات سيوضح لكم حقيقة هذا الغياب

لا تنسوني من دعواتكم في شهر الرحمة و البركات
=)

أختكم / مها