Saturday, April 30, 2005

العرس جـ2

وصلوا ، هم آتون ، قادمون .......ه

أريد أن أبكي ، كل ما أرغب به الآن هو البكاء
أرغب في أن أخرج ما بداخلي من تناقضات

الآن فهمت لماذا لمّا نكون تعساء نبكي ، و لما نكون سعداء نبكي أيضاً
فالبكاء هو السبيل الوحيد للتعبير عن كل هذا الذي أصابني

يالي من غبية ، أنا غبية ، كل ما أعرفه عن نفسي هو أني غبية

يجب أن أتوقف الآن عن التفكير ، يجب أن أمثل دور العروس السعيدة التي تنتقل من حياة الماضي إلى حياة الحاضر و المستقبل

النساء من حولي تغطين لدخول الرجال
و الألحان تغيرت و فتحت الأبواب

في المقدمة كان يقف ( بدر ) بـأحسن هيئة
قلبي تزداد ضرباته مع كل خطوة يخطوها إلي

أحاول أن أوقف ارتعاش يدي
على جانـِبيْ ( بدر ) كان يقف والدي و أخواي

(بدر) و أبي و ( محمد ) و معهم ( زيد ) ه

و الجميع من حولهم ضاحكون مستبشرون

كم أغبط نفسي بوجود كل هؤلاء
يا لي من حمقاء كيف كانت الأفكار السوداء تجتاحني مع الرائعين من حولي ! ه

ابتسمت ، لسذاجتي يجب أن أعيش هذه اللحظات بمعانيها الحلوة
يجب أن تخرج السعادة من أعماق أعماق قلبي

ه (بدر ) يتقدم باتجاهي ، أحبس أنفاسي ، يزداد خفقان قلبي ، و لما وصلوا أخيراً صار هناك الكثير من القبل على الرأس ، حتى صرت أجهل من يقبل من
!!!

ه ( محمد ) يقبل رأس أمي و ( بدر ) يقبل رأس أمه ، و ( زيد ) يقف بالصف ينتظر دوره

شعرت بقبلة تطبع على رأسي فجفلت ، رفعت رأسي لأنظر من قبلني ، فكان أبي و ابتسامة تملأ محياه

أبي يقبلني !! لا أصدق !! لا أذكر متى آخر مرة قبلني فيها ! بل يخرج السؤال من أغوار نفسي ، هل هي المرة الأولى التي يقبلني فيها ! يا الله ما أجملها من لحظة

لن أستطيع أبداً أن أصف سعادتي ، كل ما أستطيع القيام به للتعبير هو البكاء ، و بالفعل بدأت بالبكاء ، الدموع تنهمر كالشلالات
جرت (جوري ) لتجلب لي محارم ورقية ، لكن لا محارم في العالم تستطيع أن توقف تدفق السعادة التي جرت في دمائي

همست ( جوري ) في أذني : ( كفى يا فتاة ، تبدين مضحكة و أنتِ تبكين ، الناس ستضحك عليك ) ثم تضرب كتفي بلطف و تقول بصوت خبيث ( كل هذه الدموع لأجل بدر ؟ ) ه

كدت أن أصرخ بها ( ابتعدي يا حمقاء من قال أني أبكي لأجله ) لكني مسكت لساني ، حتى لا أتفوه بهذه الحماقة ، من الأفضل أن تعتقد أني أبكي لأجل (بدر ) ه

قالت و هي تمسح وجهي بالمنديل ( أفسدتِ كل شيء ، زينتك فسدت ، جيد أنك بكيت خلال هذه اللخبطة و لم تبكي في وقت آخر ، لن يسهل على الحضور رؤية الخطوط السوداء التي سالت على وجهك بسبب الكحل )

لكن تلك اللخبطة انتهت سريعاً ، و تمت التبريكات سريعاً أيضاً ، و تم التقاط الصور سريعاً ، و خرجنا إلى البوفيهات سريعاً أيضاً

كل هذا لأن عيناي قد قررتا أن لا تتوقفا عن اخراج الدموع
!
و أنا أمسحها قبل أن تخرج حتى لا تدمر ما بقى من مستحضرات غريبة على وجهي

لا أدري كيف تحب الفتيات وضع هذه الأشياء على وجوههن على الدوام
!!

عند البوفيهات كان ينتظرني بقية محارمي ، لما رأيت ( خالد ) بينهم أوقفت الدموع قسراً

لن أبكي أمام هذا الـ ( تيمون ) إن رآني ستصبح حياتي فيما بعد جحيماً و لن أنتهي من تعليقاته أبداً

ولما و قفت و (بدر ) أمام الكعكة
قمنا بقطعها معاً ، و بلباقة ألقمني قطعة منها ، كان كل ما أمر به كالحلم ، أخذت الشوكة و لما قربتها من فمه سقطت قطعة الكعك على الأرض بعد أن لوثت ثوب ( بدر ) ه

فانفجرا ( خالد ) و ( زيد ) بالضحك ، شعرت بالإحراج ، و بسرعة حاولت اصلاح الأمر فسحبت المنديل الموجود على الطاولة لكن يدي المرتبكة ضربت الكأس الموجود فسقط على الأرض و تحطم

الآن عرفت أن حظي النحس بدأ بالعمل ، لذا قمت بتقديم الاعتذارات ، لا يمكن أبداً إحصاء عدد الـ ( آسفة ) التي تلفظت بها

و كالعادة ، أسرعت خالتي ( نادية ) لإصلاح الوضع فقالت ( خالد أعد مفاجأة لكما لنذهب لنراها ) ه

ذهلت ، كيف عرفت بأمر المفاجأة ، فنظرت إليها مستغربة فقالت و هي تستحثنا للتحرك ( هيا هيا ، لنذهب ) ه

توجهنا لطاولة أخرى موجودة في الركن المقابل لطاولة كعكة العرس
كان عليها صندوق ضخم من الكرتون
و قد وقف (خالد) بجانب الطاولة

و بطريقة مسرحية مضحكة قال ( سيداتي سادتي ، مخداتي مفروشاتي ، لا دخل للمخدات و المفروشات هنا ، لكنها طريقتي الأثرية في التقديم ، الآن نريكم أجمل ما في الحفل ، نريكم ما هو أجمل من العريس و العروس نفسهما ، نريكم ترااااااااااااااااااااا ) ه
و فتح الغطاء بسرعة

نظرت بداخل الصندوق فكانت هناك كعكة كبيرة عليها صورة طفلين يضحكان للكاميرا ببلاهة
الصورة لا تعبر عما أمر به حالياً ، خصوصاً و أن الطفلين في حالة مزرية
الطفلة جالسة على الأرض تعبث في الرمل و شعرها مبعثر في كل اتجاه كأنه الشمس الساطعة ، و الولد ملوث بالطين من رأسه إلى أخمص قدميه

أهذا ما سيبكيني !! صورة طفلين على كعكة !! ه

نظرت لـ( خالد ) و بداخلي رغبة جامحة لألكمه على معدته

فقال لي ( لا تقولي لم تعرفي من في الصورة ! ، بدر عرف و أنتِ مازلت تجهلين ؟ ) ه

نظرت إلى (بدر ) فوجدته يبتسم لي ابتسامته تلك ، سرت رعشة في جسدي ، و حولت ناظري بسرعة إلى الكعكة ، تأملت صورة الطفلين

و فجأة هتفت : ( لا ، لا يمكن ، هذه أنا ، و هذا ، و هذا , و هذا ....... آآآآ ، لا ، لا يمكن ) ه

قال ( خالد ) و هو يضحك : ( صحيـــــح ، و هذا الذي يقف بجانبك بالصورة ، هو نفسه من يقف بجانبك الآن ) ه

صدرت بعض التعليقات من المتواجدين حولنا
فأكملت هتافي : ( لا يمكن أن يكون هذا حقيقة ) !! ه

قال خالد و هو يضحك ضحكة بغيضة : ( نياهاهاها ، بلى حقيقة ، كنت أفكر طوال الفترة السابقة ، ما دامت أمك صديقة أم ( بدر ) منذ زمن بعيد ، فلابد أنك ذهبت مع والدتك لبيت (بدر ) ، أو أتى (بدر ) إلى منزلكم ، هذا أمر وارد طبيعي بالنسبة لصديقتين ، لذا صرت أبحث عن صورة تجمعكما معا ، بحثت بجد عند والدتك و عند خالتي ( نادية ) ، هلكت و أنا أبحث في الصور العادية ، لكني للأسف لم أجد ولا واحدة ، كدت أن أستسلم ، لكني فكرت بأشرطة الفيدو القديمة ، و صرت أسهر على الأفلام المصورة قديماً حتى وجدت فيلماً قديماً مصور بالمزرعة يجمع عدد هائل من الناس ، و قد مرت الكاميرا بشكل سريع على هذه اللقطة ، فاستوقفتها و ذهبت بها إلى محل الصور و طلبت منه اخرجها على الورق ، ثم ذهبت بالصورة للمحل يقوم بطباعة الصور على الكعك ، و كانت هذه هي المفاجأة ، رائعة و رومانسية ، أليست كذلك ؟ ) ه

رومانسية !!! أين الرومانسية مع شعر منكوش و وجوه ملطخة بالطين
!!

صرخت بغضب على ( خالد ) و قلت بكلماتٍ متلعثمة : (أنت ، أنت .... . مفاجأتك مثلك ، تشبهك .......... ) ه

قاطعني (بدر ) : ( صحيح .. مفاجأته مثله ، رائعة ، أليس كذلك ؟ ) ه

شعرت بالخجل ، كيف نسيت نفسي و بدأت بالهتاف و الصراخ !! ه

تمتمت بصوت بالكاد أن يـُسمع تخنقه العبرة ( نعم ، صحيح ، رائعة ) ه

***********************
***********************
***********************
انتهي الحفل بعد أن استمتع الجميع بأكلي و أكله ، كانوا يتعاركون من يأكل عين ( مها ) و من يأكل أنف ( بدر ) و المساكين الهادئين المغلوب على أمرهم استمتعوا بأكل الرمل و الطين
!

لا أصدق كل ما مر بي ، و لا أصدق ما حدث ، و كأن ما حدث لم يكن حقيقة

كما أن مسألة مفاجأة ( أونكل تيمون ) جعلتني أفكر بأبعاد أخرى اتجاه علاقتي بـ(بدر) ه
عمري في الصورة لا يسمح لي بتذكر تلك اللحظات ، لكن ربما (بدر) يتذكر !!! ه
هل يمكـن ................... ه
!!

أووه ، لا ، ها أنا أحلم مرة أخرى و يحلق خيالي لفضاء بعيد
لا يمكن ذلك ، ببساطة ، لأن هذه الحكايات تحدث في الأفلام و الرسوم المتحركة فقط


كما اني لن أنسى اخباركم في نهاية هذا الجزء
أني مازلت غاصبة من ( أونكل تيمون ) فشكلي بالصورة أشبه
ما يكون بـ ( سحيلة أم الخلاجين * ) ه


=(

******************
******************
******************

تعريف الأخ قلم جاف لـ(سحيلة أم الخلاجين ):هى ولد فى تصرفاتها بنت فى شعرها تكره الاستحمام والمشط

تعرفي الغير معبر و الذي حل تعريف قلم جاف محله بجدارة : سحيلة أم الخلاجين لقب ( كويتي ) يطلق على على الفتاة الغير مرتبة


قرائي الأعزاء ، من يستطيع منكم تفسير ( سحيله أم الخلاجين ) بسطرين و باللغة العربية
فإن تعريفه سيكون مكان تعريفي السابق
و إن تعددت التعاريف - آمل ذلك - فسيتم اختيار أفضل تعريف
=)

Tuesday, April 19, 2005

العرس جـ1


مرت الأسابيع بعد اللقاء الأول بسرعة فائقة

ما عرفته يقيناً عن ( بدر ) هو هوسه و جنونه بالألغاز و فك العقد

في كل مرة نتحدث فيها ، يُـنهي المكالمة بلغز يحتاج لتفكيرٍ عميق يطالبني بإيجاد حله في أقرب فرصة ممكنة

و عقلي الساذج البطيء الفهم يناضل للبحث عن الحلول ، و على الرغم من كوني سريعة الملل ، إلا أني أبحث بجد عن الإجابات ، كنت أرغب في لظهور بمظهر الذكية أمام ( بدر ) ، كنت أفكر بعمق ، و أحاول الحصول على الحل بأسرع وقتٍ ممكن

المريح في الأمر ، هو سماحه لي في البحث و الاستفسار ما كان يهمه فعلاً هو الحصول على المعلومة الصحيحة مهما كانت المصادر

و ما عاد يخفى على الجميع ، بحثي الدءوب عن الحلول ، و محاولاتي الساذجة في حل الألغاز

الحقيقة ، كنت أشعر بالمتعة ، و أجمل اللحظات ، هي تلك التي أجد فيها الإجابة ، فأهرع إلى الهاتف لأقوم باتصال هاتفي سريع ، أو إرسال الإجابة عبر الرسائل القصيرة

عبثٌ طفولي ، و فرح يغمرني عندما أسمع الثناء و المديح لإجاباتي الصحيحة و إن كانت مجرد كلمة صغيرة بسيطة تخرج من فمه ، فتلك الكلمة تعني لي أشياء كثيرة

أما حين يلقي في مسمعي كلمة تعبر عن مشاعره نحوي يتراقص قلبي بين أضلعي و ألوذ بالصمت

ما أعاني منه حقاً ، هو كتماني لأحاسيسي ، أحبه ملء الفضاء و الأراضين
لكني لم أتلفظ أمامه بكلمة واحدة تعبر عن ذلك ، و لم أقم بفعل شيء يوحي بمشاعري اتجاهه

أعلم أن تصرفاتي غريبة ، و أفعالي لا مسوغ لها
!!! فحتى أنا لا أجد أي مبرر لأمور كثيرة أفعلها

.... فمثلاً حكاية سفر (بدر) و بقائي في الكويت ، و إصراري على أن يكون العرس صغيرا و ردة ُ فعـ

يا إلهي ، تذكرت
!!

لم أخبركم قبل كل هذا الهذار أنني و ( بدر) قد تزوجنا ، و أقمنا حفلة صغيرة

المعذرة

أنتم تعلمون تلك النوعية من الأحداث ، فبها تختلط الأوقات ، لدرجة يجهل فيها المرء في أي زمن هو ، و لأي عالم ينتمي

دعونا من هذه الثرثرة ، و لأحكي لكم ما حدث

بعد أن جاء ( بدر ) لخطبتي ذلك اليوم ، وافق كلينا على الآخر ، و تم تحديد يوم كتب الكتاب بعد أسبوع ، و بالفعل
أقمنا حفلة حضر فيها الأقارب و الأصدقاء

كانت أمي مصرة بأن تكون الحفلة ضخمة و أن ندعو كل المعارف ، و معارف المعارف
لكني رفضت بشدة ، و أردتها حفلة صغيرة تقام في منزلنا تجمعني بأقرب الناس إلي ليشاركوني فرحتي

لعلي لم أرغب أن نقيم حفلة يلوكها الناس في ألسنتهم ، و بعدها سأفترق عن ( بدر ) ه
***

في يوم حفل الزفاف ، كانت الحياة تدب داخل أركان المنزل ، ( زين ) تسأل عن كل شيء ، و ( زيد ) المشاغب يستمتع في إطلاق النكات علي ،أما ( محمد ) فكان يلقي بنصائحه في مسمعي
و أمي تتابع الديكورات و البوفيهات ، و أبي لا أدري أين كان بالضبط لكنه بالتأكيد يقوم بعملٍ ما من أجل الحفل

أما أنا ، فقد كنت أراقب كل خطوة تقوم بها خبيرة التجميل التي أصروا على إحضارها
فوافقت شريطة أن لا تغيّر ملامحي و أن لا تظهرني بمظهر لا يمت لـ(مها) بصلة

تركت المُزينة تقوم بعملها ، و قضيت وقتي ببعض الاتصالات الهاتفية لأوصي بعد الأشخاص و لأتأكد من سير الأمور لأريح نفسي المتوترة

أول من اتصلت به هو ( أونكل تيمون ) ه
أونكل تيمون ، هو عمي ( خالد ) الذي يكبرني بأربع سنوات فقط ، و الذي يصّر بأن أناديه عمي ، لكن لأننا قريبان من بعض جداً ، و نتفنن في معاكسة بعضنا البعض
صرت أناديه بـهذا اللقب خاصة و أنه يتخذ من ( هكونا ماتاتا ) شعاراً له في الحياة ، و سياسة يطبقها مع الجميع

بالمناسبة ( هكونا ماتاتا ) تعني
( لا تقلق ) Don’t worry
و هي مقتبسة من الفيلم الكرتوني ( تيمون و بومبا ) اللذان يعيشان بسعادة و هما مشتاقين للمستقبل بعد أن قاما برمي الماضي المغيظ
!!

أما( هشام ) أخو ( خالد )التوأم فقد أطلقتُ عليه من وراء ظهره لقب(مستر قرامبي)ه
Mr. Grumpy
و هو أحد أفراد الأقزام السبعة المعروف بسرعة غضبه

أجد بعض الطرافة إذا قمت بتصنيف والدي و إخوانه ، و لاحظت الفرق

فعمي ( وليد )- والد جوري - ، و ( خالد ) ، يمثلان الشخصية المرحة ، الغير مبالية ، المستهترة ، الضاحكة على الدوام ، كما أنهما مفعمان بـ( الالترويزم ) أي حب الآخرين و اللإلتفات إلى حاجاتهم و رغباتهم

أما أبي و ( هشام ) فهما من النوع العصامي ، العصبي ، الشديد ، السريع الفوران لكنهما على الرغم من ذلك طيبي القلب

من الواضح أني استطردت في الحديث فخرجت عن الموضوع ، لنعد إذاً إلى مكالماتي الهاتفية

في محادثتي مع ( خالد ) أخبرني أنه قد أعد لي مفاجأة ستبكيني
حاولت أن أستشف من كلماته نوعية تلك المفاجأة لكنه أغلق الخظ دون أن أحصل على نتيجة

بعدها اتصلت بـ( جوري ) كي أذكرها بأن تكون متواجدة عندي قبل أن يأتي المدعوون لتخبرني عن رأيها في مظهري

تريحني نظرة ( جوري ) للأشياء ، و أحب أن أسمع انتقاداتها
صحيح أنها في بعض الأحيان تكون جارحة ، لكن دائماً ما تكون صراحتها مفيدة
***

لما انتهت المـُزينة من تزييني ، كانت (جوري ) قد وصلت فأبدت إعجابها التام بزينتي
أتذكر وجهها جيداً و هي تغمز لي قائلة : ( مذهلةٌ أنتِ ، يا فتاة ) ه

لما حان الوقت كي أنزل إلى الصالة التي تعج بالنساء ، شعرت برغبة في الإختلاء بنفسي
لكن باتت الخلوة شبه مستحيلة بعد أن أباح أفراد عائلتي لأنفسهم الدخول إلى غرفتي متى شاءوا بحجة أني اليوم عروس

لذا دخلت إلى الحمام و قفلت الباب

في الداخل أخذت نفساً عميقاً ، و وقفت أمام المرآة ،أنظر إلى نفسي بكامل زينتي ، شعرت و كأنني أميرة أسطورية في رواية عالمية ، ففستاني منفوش ، و شعري مصفف ، و وجهي ينطق بالسعادة كما أني أنتظر الأمير ليحملني إلى عالمه

إلى عالمه ؟؟

شعرت بغصة و تضايقت جداً لسذاجة تفكيري
أي عالمٍ سيحملني إليه و نحن نعيش و سنعيش في عالمين منفصلين ؟

شعرت برغبة في البكاء ، لكن صوت ( جوري ) أتاني من خلف الباب : ( هيه يا فتاة ، هل تبكين في الداخل ؟ أخرجي حالاً ستفسدين زينتك إن بكيتِ ) ه
دفنت الغصة بين أضلعي ، و خرجت من دورة المياة و كلمة منفصلين تضخ الأفكار المزعجة في رأسي

منفصلين
منفصلين
منفصلين
منفصلين

حاولت نفض تلك الأفكار ، لكن مشاعر سلبية كانت تجتاح كياني كله
فصرت أهرب منها بالتظاهر بالمرح ، و قمت بإطلاق ضحكات مصطنعة على أتفه الأشياء


شعرت بالسخف اتجاه كل ما يحيطني ، و صرت أرغب في الإنتهاء بسرعة من كل هذا
لذا حملت باقة الورد بين يدي و طلبت من ( جوري ) أن تخبر ( أمي ) أني جاهزة تماماً للنزول

لما خرجت من غرفتي و توجهت إلى الدرج ، وجدت ( زين ) تدور كفراشة ملونة حولي
فرحت جداً برؤيتها بهذا الشكل ، لكن و مع ذلك كان قلبي يذوب ألماً

سحقاً لتلك الأفكار الحمقاء ، تباغتني في وقت يجب أن أكون فيه في أعلى مراتب السعادة

وقفت لدقائق أنتظر سماع النغمة المخصصة لظهوري أمام الناس ، لما سمعتها نزلت كما تنزل العرائس و سرت بين النساء و أنا أمثل الإبتسامة ، كانت الهمهمات و الهمسات تخالط الألحان ، و أنظار الجميع متوجهة إلي ، كانت ( جوري ) تهب لمساعدتي و ترتب ثوبي لكي تكون خطواتي راقية باتجاه المقعد المزين بالأزهار و المحاط بالديكورات المصممة بعناية

لما وصلت إلى مقعدي ، جاءت النسوة إلي ليباركن لي ، و قمن بالتقاط العديد من الصور

البهجة تعم الوجوه ، خصوصاً وجه أمي و خالتي ( نادية ) ه

شعرت آن ذاك برغبة في الانفجار بالبكاء ، إذ كانت المشاعر المتناقضة المختلطة تغمرني
كنت سعيدة ، تعيسة ، خائفة ، واثقة ، متصنعة ، صادقة ، كل هذه المشاعر كانت تتخبط داخلي في الوقت ذاته

و خلال مكافحتي لتناقضاتي ، و محاولتي في الاستمتاع بوقتي
أتت أمي و همست في أذني بأن الرجال قد وصلوا
*************************
*************************
ماذا حدث ؟ و ما المفاجأة التي أعدها ( أونكل تيمون ) لي ؟
ترقبوا
^_*

Monday, April 18, 2005

بخصوص المدونة: المعذرة

حسناً أعترف ......... أعترف بكل ما أوتيت من قوة ..........أعترف بكل ما عندي من شجاعة
أعترف أني فوضوية ، كسولة ، أؤجل أعمالي كلها إلى آخر لحظة
أقول كلاماً ثم أغيره ، ثم أعيده .........ربما (( متناقضة )) هي أنسب الكلمات لوصف حالتي
!!
=(
لذا فمسألة تحديد وقتٍ معين لنشر الأجزاء مسألة صعبة جداً جداً بالنسبة لي ، أكثر مما تتصورون
فاقترحت ( جوري ) للمرة الثانية على التوالي ( براافوو جوري *_^ ) على أن يكون هناك يومين في الأسبوع
يتم فيهما النشر
الجمعة ، و الثلثاء
هكذا ، أفضل ......... إذ إذا أجلت عمل يوم الثلثاء إلى آخر لحظة .. صار عندي المجال لأنشره الجمعة
اعذروا لي فوضويتي و تأخري الدائم
لكن .......... أملي بقلوبكم الكبيرة ، كبير
=)
دمتم رائعين

Saturday, April 02, 2005

اليوم الموعود جـ3

أنزل خطوة تلو الخطوة ، محاولة قدر المستطاع أن أجعل خطواتي ثابتة لا رجفة فيهاو بين الفينة و الفينة ، أنظر للأسفل لأرى صالة الاستقبال من تحتي و ترتيب النساء الجالسات فيها

على الكرسي الموجود في الجهة الجنوبية تجلس ( سارة ) و قد ولتني ظهرها

بالمناسبة ، ( سارة) هي أخت بدر الكبرى ، متزوجة منذ سنتين ، وقد أنجبت بعد زواجها بسنة ( عبد الرحمن )
الشقي

أما الجهة الغربية ، كانت خالة بدر – منال – تجلس بطريقةٍ تنم عن كبرياء و عجرفة ، تتفحص الأثاث من حولها ، و كأنها تقيم الجودة و الأسعار

في حين على الأرائك المقابلة لهاكانت أمي جالسة بالقرب من أم بدر (خالتي نادية ) هكانتا- أعني أمي و (خالتي نادية) - كما اعتدت أن أراهما معاً ، صديقتان ، أنيقتان ، وقورتان ، رقيقتان ، طيبتا القلب ، حركاتهما كنسمات الهواءلدرجة أن فكرة كونهما ملكتين ، تربـّتا على أصول الإتيكيت تتملكني بشدة

تظهر أمامي فجأة صورتي ، لما تزورنا خالتي (نادية) ، و محاولاتي الخرقاء في تقليدها و (أمي) بطريقة جلوسهما ، و ارتشافهما للقهوة ، و ختامي لتلك المحولات إما بسكب القهوة على نفسي و السجادأو نسياني لنفسي فأرفع رجلَيّ على الأريكة و قد طويت قدمَي تحتي

مع هذه الذكرى ، يزداد توتري ، فأصّر لأن انتبه لتصرفاتي أكثر

لما انتهيت أخيراً من العتبة أخيراً توجهت إليهن ،و سلّمت على كل واحدة فيهن ثم احتللت المقعد الموجود في الزاوية ، مُحاولة الابتعاد قليلاً عن نظرات خالة بدر

كانت تتفحصنني و كأني قطعة قماش تتردد في شرائها، أو قطعة جبن موجودة في قاعة للمزايدةاستنكرت تلك النظرات التي ما كان هناك أي داعٍ لها ، و كتمت انفعالي كي لا أفسد الأمورلاحظت خالتي (نادية) انزعاجي ، فصارت تشغل أختها بمختلف أنواع الحديثو بعد فترة وجيزة ، قطعت خالتي منال الحديث و قالت بتملق و بطريقة مستفزة :( مها ، لم لا تريدين الذهاب معه لحين انتهاءه من دراسته ؟ )ه

أرادت( أم بدر ) أن تقول شيئاً
لكني سبقتها و رددت بازدراء ( يكفي ، أني لا أريد ذلك ) ه

فقالت و قد قررتْ أن أكون عَـدُوَة لها : ( فتيات هذه الأيام ، يطالبن بكل شيء ، كل شيء ، حتى أنهن صِرن يضربن أرقاماً خيالية للمهور ) ه

فرددت بطريقة هجومية : ( و نساء أيام زمان ، دائماً ما ينتقدن فتيات هذه الأيام ) ه

تنتفض في مكانها بعد أن لذعتها كلماتي ، لا توجد امرأة في العالم تقبل أن يقال أو يلمّح أنها كبيرة في السن ، بعد أن بدا واضحاً على خالة بدر الانزعاج ، اكتست علامات الإحراج ملامح (أمي) في حين أن (أم بدر) حوطتني بابتسامة مطمئنة ، و في محاولةٍ لإصلاح الوضع ، همستْ لأمي بصوت مسموع للجميع : ( ألم يحن الوقت كي يراها بدر ؟ ) ه

نهضتْ والدتي مؤكدة على أنه الوقت قد حان، فوقفتُ فوراً بصورة تنم على سعادتي الفائقة في التخلص من هذا الجو المقيت

و صرت أجـِدُّ الخطوات خارجة من الصالة

كنت أسمع أن الفتيات في يوم الخطبة ، يكن أرقِ ما يكون ، و يتصنعن الحياء و الخجل و ما شابه هذه الأمور ، أما بالنسبة لي ، فكان تصنع هذه الأشياء صعب جداً ، خصوصاً و أن خالة نادية ، تعرفني حق المعرفة ، أما ( سارة ) فعلى الرغم من أن احتكاكي معها نادر جداً ، إلا إنها أيضاً تعرف أني حركاتي فوضوية ، و ردودي عفوية ، و أني من النوع الذي لا يمكن أن يكون هادئاً أمام نوعية خالتي ( منال ) ، النوعية التي تستمتع في النظر إلى الغير نظرة فوقية و تعتقد أن كل من حولها مجرد أناس لا يجب أن يقام لهم وزنا

كما إن مشكلتي هي عدم مقدرتي على مسك الحبل من المنتصف ، إمساكي للحبل دائماً يكون بالأطراف ، إما يمين أو شمال ، أحبك أو لا أحبك ، أريد ، أو لا أريد ، الأشياء و أضدادها ، أما تلك التي تستوجب مسك الحبل من المنتصف بين هذا و ذاك تشكل لي تعقداً في مجريات تفكيري ، و تحتل مساحة لا بأس بها من الغموض

خلال مسيري تذكرت فجأة أني أتوجه إلى (بدر) ذاتهفوثب قلبي إلى حلقي، و دبت القشعريرة في جسديو صرت أقدم قدم و أؤخر أخرى
يا إلهي ! ، ما الذي أصابني ، أيكون اللقاء الأول بهذه الصعوبة ؟

**********************************
**********************************
**********************************

الحريم مازلن في الصالةأغلب الظن أن خالة (بدر) تتحدث عني الآن ، و تلتهمني التهاماً
أما أنا فإني أقف مع ( أمي ) ، خلف باب مجلس الرجال ( الديوانية ) ه
أحمل بين يدي صينية فيها ثلاث أكواب للعصير
يداي ترتجفان بشدة ، لدرجة أن ارتجاج الأكواب صار يصدر قعقعة خافتة
فأتمتم بداخلي بسخط حاد: ( لتصيب الصاعقة مخترع هذه العادة الثقيلة ) ه

طرقت (أمي) الباب بأناملها البلورية
إذ أنه بات من المستحيل أن أطرقه أنا مع الصينية التي بين يدي
و التوتر الذي يتملكني

لما استجاب (أبي) للطرقات ، عادت والدتي إلى الصالة من جديد لتقطع على خالة (بدر) نشوة تقطيع لحمي

دخلتُ أستحث الخطوات ، داعية الله من صميم قلبي أن ييسر الأمور على خير ما يرام
نظراتي تكاد تثقب الأرض ، و بصعوبة رفعتها كي أستشف الوضع

كان (بدر) يجلس ، في صدر المجلس
مرتدياً الزي الكويتي الذي لا يلبسه أحد إلا و صار مذهلاً
نظراته موجهة إلى الأرض تفصح عن بعض الإحراج الذي يلم به
فاستغليت الفرصة لإلقاء نظرة ، و لكن فجأة ، رفع (بدر) عينيه ليختلس نظرة هو الآخر
فجفلت ، و ارتجت الصينية في يدي

بالطبع ، لم ينسكب العصير على ملابسي
فهذه الأشياء تحدث في الروايات و القصص فقط

أكملت المسير و وضعت العصير أمامه ، و قد اكتسحت ملامحي ألوان الخجل ، لأول مرة أشعر بهذا القدر من الحياء

اتخذت مقعداً في الزاوية – حيث أني أؤمن بأن الزوايا هي أفضل الأماكن على الإطلاق إذ أراقب الجميع دون أن يراقبوني - ، و جلست صامتة بلا حراك كقطعة أثاث أضيفت إلى المكان

لما لاحظ (أبي) أن الصمت أطبق بعد حضوري ، لم يرد أن يكون الصمت ضيفاً ثقيلاً في جلستنا ، فصار يلقي بعض الأسئلة على (بدر) ماذا يريد أن يكون ، و ما هي أهدافه و طموحاته ، و كيف يقضي وقت الفراغ ، و نظرته إلى المرأة و دخولها عالم السياسة و هل يحق لها الانتخاب و الترشيح أم لا ، ما مكانة المرأة في المجتمع ، و ما هو دورها ، و هكذا أسئلة

إجابات (بدر) كانت منطقية و مريحة

صرّح في إحدى إجاباته التي نالت على مطلق إعجابي :( أن المرأة و الرجل مختلفان في كثير من الأشياء ، و لا يمكن أن أنجعلهما سواسية ، فكلٌ له صفاته البيولوجية و السيكولوجية الخاصة التي يختلف فيها عن الآخر ، لكن هذا لا يعني أن ينظر أحدهما للآخر نظرة دونية لأنه يمتلك شيء يفتقده الآخر ) ه

و أصابني الألم حينما قال : ( أحب القراءة بشكل كبير ، خصوصاً تلك الكتب التي أجدها في مكتبة أبي – رحمه الله – و التي تهتم بالذكاء و قوة الملاحظة و رجال المباحث و الجاسوسية ، لعل هذه الكتب هي السبب في انتساب ( أبي ) إلى رجال المقاومة في حرب 1990 م و استشهاده بعد الأسر ) ه

بعد أن عرفت المزيد عن (بدر ) ، شعرت بامتنان عظيم لـ(أبي) إذ سأله هذه الأسئلة ، أحتاج بالفعل أن أسمع رأيه في هذه الأمور التي ما طرأت على بالي في السابق ، كل ما كان يهمني لما كنت أسأل عن (بدر) هو طيبة قلبه ، و صفاء روحه ، و علاقته مع الله

آراءه في المواضيع التي يسأله والدي عنها تجعلني أعرف النظرة التي يرى بها (بدر) العالم ، و الشكل الذي يراني به ، لكوني بطبيعة الحال امرأة

أنهى والدي الحوار مع (بدر ) بسؤاله : ( ألا ترى أن وضعكما غريب نوعاً ما
تدرس في الخارج ، في حين تبقى ( مها ) في البلد ؟ ) ه

أجاب ( بدر ) بثبات : ( هذا ما تريده ) ه

! ابتسمت إذ فطنت أنه يخجل من لفظ اسمي


فقال والدي ( أسألك عن رأيك أنت ؟ ) ه

فأجاب بعد أن ابتسم تلك الابتسامة الموجودة في الصور ، قفز قلبي و خفق و رقص : ( أريدها هي ) و أكمل : ( إن كانت ما تريده هو أن تبقى في الكويت ، و ترى أنه الأنسب بالنسبة لها ، فلا مانع عندي ) ه
ارتجفت يداي إثر كلماته ، و ارتعش قلبي ، و كدت أدفن رأسي في الأرض

لا أعرف ما هذه المشاعر الغريبة التي تجتاحني
و لا أدري ماذا يسمون ما أمر به حالياً ، فما أمر به هو حالةٍ سريالية يصعب تفسيرها
لكن بالرغم من كونها غريبة ، إلا إنها حلوة

شدني والدي من كل هذا ، بسؤاله الموجه لي : ( مها ، لم لا تريدين الذهاب معه ؟ ) ه

توترت ، تلعثمت ، اختلطت الحروف و الكلمات بالمعاني ، لا أدري بماذا أجيب
حاولت أن أجعل ردي ذكياً كــردود (بدر) فقلت بعد ما تصنعت الثقة : ( لأنه موافق ) ه

لأنه موافق !!!! ما هذه الإجابة الذكية المنطقية التي تلفظت بها ؟

أنظر إلى (بدر) فوراً لأرى مدى تأثير حماقتي عليه فوجدته يكتم ضحكة ، أما أبي فإني أجزم على أنه يفور من الداخل و قد تشبعت في عقله فكره أنه أخطأ في فكرة موافقته على زواجي

قال والدي باتزان : ( أسألكِ لم لا تريدين الذهاب معه سواء أكان موافقاً أم لا ) ه

أعلم تماماً انه يريد أن يعطي (بدر) إنطباعاً عني مثلما أتاح لي فرصة أخذ فكرة مقربة عن (بدر) ه

لذا قلت و أنا أضغط على نفسي محاولة تجاهل ما قلته قبل ثوان : ( أجد في هذا الراحة لي ، لا أريد أن أغترب في الخارج ) ه
كان هذا السؤال الوحيد الذي طرحه والدي علي
لعله لا يرغب في أن يسمع المزيد من الحماقات مثل ( لأنه موافق ) تلك

*******************************************
*******************************************
*******************************************

لم يحدث بعد ذلك شيء يُـذكر ، و انتهى اللقاء على خير ما يرام

لما عدت إلى غرفتي ، عزمت على أن أختلي بنفسي لألتقط أنفاسي و أفكاري

لكن ابتسامة ( بدر ) كانت تظهر في كل مرة لتلعب بمشاعري و تحركها في اتجاهات عدة
أمن الممكن أن تؤثر فيني الابتسامة كل هذا القدر ؟
!!
إنها مجرد إبتسامة
!!