اليوم الموعود جـ1
إنه اليوم المنتظر ، ساعة الحائط تشير إلى الخامسة و الربع
أجلس على الكرسي المتحرك خلف المرآة مباشرة بحيث يكون ظهري باتجاه المرآة حتى إذ اختلست النظر ، لا أرى التطورات الحاصلة في شكلي ،
أجلس باستسلام و انقياد تام ، و تلك المرأة المزعجة تعبث في وجهي و شعري كيف تشاء
تقول أمي إن خبيرة التجميل هذه ستجعلني فاتنة كملكات جمال العالم
طوال فترة مكوثي على الكرسي ، كنت أحلم بالمستقبل القريب ، القريب جداً الذي لا يفصل بيني و بينه إلا ساعة و نصف
أحلم كيف سأدخل ، و ماذا أقول ، و متى أصمت ، و متى سيتكلم هو ، و ماذا سيحدث بعدها
و ينقبض قلبي بشدة كلما فكرت بأنه قد يرفض ، لكنه بالتأكيد لن يرفض ، نعم لن يرفض ، لا أقول هذا لنرجسية في نفسي
لكنه لأنه هو من أختار و أتى بنفسه إلي .
لكن الاحتمال وارد ، كل الاحتمالات واردة ، فقط لو أتوقف عن التفكير و أترك الأمور تجري كما يريد لها ربي أن تجري
بعد ساعة من العمل المستمر و الجاد من قِبَل خبيرة التجميل تلك ، تعلن انتهاءها و تقف أمامي تتأملني
ثم تقول بكل فخر و كأنها انتهت من رسم لوحة فنية ( عمل رائع ، كم أنت فاتنة يا فتاة ، أغمضي عينيك حتى ألف الكرسي باتجاه المرآة ، صدقيني ، ستقتلك المفاجأة ) ه
أطيعها ، و فجأة سمعتها تصيح ( افتحيها الآن ) ه
أفتح عيني ، فتلجمني المفاجأة ، الفتاة التي أمامي ، آية من آيات الجمال ، لكني أؤكد لكم أنها ليست أنا ، و أؤكد لكم ، أن لا أحد يستطيع أن يعيد رسم هذا الوجه إلا هذه التي كانت تلعب بملامحي منذ ثوان
أصمت صمتاً طويلاً ، أسمع فيه ثناء أمي ، و اعتداد الخبيرة ، و صرخات ( زين ) ، و مديح ( سانيا ) ه
صحيح ، إن من يقف أمام المرآة هو أنا ( مها ) بشحمي و لحمي ، لكن هذا الوجه ليس وجهي ، هذا القناع الزائف لن يتكرر ، ما فعلته تلك المرآة ، هو مسح لملامحي ، و إعادة رسمها من جديد
لا مانع عندي في استخدام مستحضرات التجميل لإخفاء العيوب ، و إبراز بعض المفاتن ، لكن هذا الذي يحدث الآن لا يعجبني أبداً ، بل يزعجني جداً
خيم الصمت بعد أن دام صمتي ، همست أمي و قد راعها ردة فعلي ( ألا يعجبك ؟ ) فتعالى صوت خبيرة التجميل بتبجح ( مستحيل أن تحصل على وجه أفضل من هذا ، إنها الآن فاتــنـــة ) ه
شعرت و كأني قد تلقيت إهانة ما ، حتى و إن لم تكن كذلك
فتوجهت إلى غرفتي أجر خطاي جراً ، بعد أن تمتمت ببضع كلمات أطلب فيها أن يتركوني لوحدي ،و لما وصلت ، أقفلت الباب ، و دخلت الحمام ، قربت وجهي من المرآة و حدقت بها
صدقوني ، ستشعرون بشعور غريب إن حدقتم في المرآة يوماً ، فتجدون وجهاً آخر لا تعرفونه يحدق بكم
بهدوء ، فتحت صنبور الماء إلى أقصاه ، فضخ الماء كأنه شلال ، و وضعت رأسي تحته
الأصباغ تختلط مع بعضها ، و شعري يبدأ بالإنسياب على وجهي ليتخلط هو الآخر بالأصباغ
ثم صرت أفرك وجهي بكل ما أوتيت من قوة ، و كأني أحاول أن أقتل ذاك الوجه الذي احتلني
سمعت طرقات على الباب تجاهلتها في بداية الأمر ، لكن أتى بعدها صوت والدي الجهوري يطلب مني أن أفتحه الآن
رفعت رأسي فرأيت أن نتيجة ما فعلته بنفسي هو الدمار الشامل ، أغلقت الصنبور على عجل ، و سحبت المنشفة لأمسح بها الماء و ما تبقى من أصباغ
و أسرعت الخطى إلى الباب مع محاولات خرقاء لكبت توتري ، و بعد أن هيأت نفسي لتلقي الصرخات و التأنيب فتحت الباب
من الواضح جداً على ملامح أبي أنه مصدوم ، و لا ألومه فشعري مبلل يقطر الماء منه ، و وجهي كأنه الموت خصوصاً أن بعض الأصباغ ما زالت عالقة فيه، كل هذا ، و (بدر) سيأتي بعد نصف ساعة
أجلس على الكرسي المتحرك خلف المرآة مباشرة بحيث يكون ظهري باتجاه المرآة حتى إذ اختلست النظر ، لا أرى التطورات الحاصلة في شكلي ،
أجلس باستسلام و انقياد تام ، و تلك المرأة المزعجة تعبث في وجهي و شعري كيف تشاء
تقول أمي إن خبيرة التجميل هذه ستجعلني فاتنة كملكات جمال العالم
طوال فترة مكوثي على الكرسي ، كنت أحلم بالمستقبل القريب ، القريب جداً الذي لا يفصل بيني و بينه إلا ساعة و نصف
أحلم كيف سأدخل ، و ماذا أقول ، و متى أصمت ، و متى سيتكلم هو ، و ماذا سيحدث بعدها
و ينقبض قلبي بشدة كلما فكرت بأنه قد يرفض ، لكنه بالتأكيد لن يرفض ، نعم لن يرفض ، لا أقول هذا لنرجسية في نفسي
لكنه لأنه هو من أختار و أتى بنفسه إلي .
لكن الاحتمال وارد ، كل الاحتمالات واردة ، فقط لو أتوقف عن التفكير و أترك الأمور تجري كما يريد لها ربي أن تجري
بعد ساعة من العمل المستمر و الجاد من قِبَل خبيرة التجميل تلك ، تعلن انتهاءها و تقف أمامي تتأملني
ثم تقول بكل فخر و كأنها انتهت من رسم لوحة فنية ( عمل رائع ، كم أنت فاتنة يا فتاة ، أغمضي عينيك حتى ألف الكرسي باتجاه المرآة ، صدقيني ، ستقتلك المفاجأة ) ه
أطيعها ، و فجأة سمعتها تصيح ( افتحيها الآن ) ه
أفتح عيني ، فتلجمني المفاجأة ، الفتاة التي أمامي ، آية من آيات الجمال ، لكني أؤكد لكم أنها ليست أنا ، و أؤكد لكم ، أن لا أحد يستطيع أن يعيد رسم هذا الوجه إلا هذه التي كانت تلعب بملامحي منذ ثوان
أصمت صمتاً طويلاً ، أسمع فيه ثناء أمي ، و اعتداد الخبيرة ، و صرخات ( زين ) ، و مديح ( سانيا ) ه
صحيح ، إن من يقف أمام المرآة هو أنا ( مها ) بشحمي و لحمي ، لكن هذا الوجه ليس وجهي ، هذا القناع الزائف لن يتكرر ، ما فعلته تلك المرآة ، هو مسح لملامحي ، و إعادة رسمها من جديد
لا مانع عندي في استخدام مستحضرات التجميل لإخفاء العيوب ، و إبراز بعض المفاتن ، لكن هذا الذي يحدث الآن لا يعجبني أبداً ، بل يزعجني جداً
خيم الصمت بعد أن دام صمتي ، همست أمي و قد راعها ردة فعلي ( ألا يعجبك ؟ ) فتعالى صوت خبيرة التجميل بتبجح ( مستحيل أن تحصل على وجه أفضل من هذا ، إنها الآن فاتــنـــة ) ه
شعرت و كأني قد تلقيت إهانة ما ، حتى و إن لم تكن كذلك
فتوجهت إلى غرفتي أجر خطاي جراً ، بعد أن تمتمت ببضع كلمات أطلب فيها أن يتركوني لوحدي ،و لما وصلت ، أقفلت الباب ، و دخلت الحمام ، قربت وجهي من المرآة و حدقت بها
صدقوني ، ستشعرون بشعور غريب إن حدقتم في المرآة يوماً ، فتجدون وجهاً آخر لا تعرفونه يحدق بكم
بهدوء ، فتحت صنبور الماء إلى أقصاه ، فضخ الماء كأنه شلال ، و وضعت رأسي تحته
الأصباغ تختلط مع بعضها ، و شعري يبدأ بالإنسياب على وجهي ليتخلط هو الآخر بالأصباغ
ثم صرت أفرك وجهي بكل ما أوتيت من قوة ، و كأني أحاول أن أقتل ذاك الوجه الذي احتلني
سمعت طرقات على الباب تجاهلتها في بداية الأمر ، لكن أتى بعدها صوت والدي الجهوري يطلب مني أن أفتحه الآن
رفعت رأسي فرأيت أن نتيجة ما فعلته بنفسي هو الدمار الشامل ، أغلقت الصنبور على عجل ، و سحبت المنشفة لأمسح بها الماء و ما تبقى من أصباغ
و أسرعت الخطى إلى الباب مع محاولات خرقاء لكبت توتري ، و بعد أن هيأت نفسي لتلقي الصرخات و التأنيب فتحت الباب
من الواضح جداً على ملامح أبي أنه مصدوم ، و لا ألومه فشعري مبلل يقطر الماء منه ، و وجهي كأنه الموت خصوصاً أن بعض الأصباغ ما زالت عالقة فيه، كل هذا ، و (بدر) سيأتي بعد نصف ساعة
!!!
فاستدار كما في المرة السابقة ، و سار بخطىً واثقة ،و هو يقول بصوت يملأه التهكم و الغضب (أخطأت بالموافقة على زواج طفلة ) ه
أعلم تماماً أن هذا يعني أنه يرفض الآن مسألة الزواج
و دون وعـي صرخت ( توقف ) ه
9 Comments:
جميله و مترابطه..
بس اكرر سؤال بلو..
is it real?
نفس السؤال
؟!؟
شكراً يا مها ما أروع بساطتك
مها إحتراماً للقارئ حددي مواعيد ثابته لإضافة الأجزاء القادِمة، رجاءً.
ولا أُشارك الباقين السُؤال;)
لحل مشاكل ظهور الأقواس والنقاط بشكل خاطئ عندما تكون فى آخر السطر
تحتاجى لإضافة
(RTL) control character
فى آخر السطر
for more details, check this link
http://www.microsoft.com/middleeast/msdn/Control.aspx
Bloboz , Ra-1
بومريم ،
( و غسان ليس معهم ^-^ )
أتعرفون حين يختلط الواقع بالخيال ، فيمتزجان ليصيرا واحدا
حينما يصعب الفصل بينهما
فإن قلت ، واقعاً صرت كذاباً
و إن قلت خيالاً لم تسلم من الكذب
لذا ، دعونا من قول أهو حقيقة أم خيال
و لنأخذ الأمور بقانونها الإنترنتي
أهديكم الفاصل الموجود ما بين البداية و المقدمة
http://mahaq8.blogspot.com/2005/01/blog-post_10.html
شكرا لحضوركم
مها
esetch
حياك الله
و الأروع هو تواجدك
غسان
أحترمكم جميعاً
لكن
يصعب علي تحديد
مواعيد ثابته لإضافة الأجزاء القادمة
و الحقيقة أن أغلب ما يسجل في هذه المدونة هو تسجيل مباشر
أكتبه و أرسله فوراً
و السبب في هذا فوضويتي
و وقتي المهدر
لذا أتمنى أن تغفروا لي تأخري الدائم
و أن تغضوا الطرف عن الأخطاء الموجودة في المدونة و التي يشيب لها رأس أي قارئ محب للغةالعربية
كلي أمل بأنكم خير مسامح
أحمد ناصر
أشكرك
سأفعل و أحاول بكل تأكيد
فهذه المشكلة تضايقني جداً في الكتابة
ممتنة لك لجميل صنعك
أختك/ مها
Post a Comment
<< Home